الخميس، 5 فبراير 2009

دكتور جزائري يجد حلا لمشكلة الاحتباس الحراري ويحذّر

”تخزين أوكسيد الكربون في باطن الأرض بعين صالح قنبلة موقوتة”

الدكتور عمر شعلال


توصّل الدكتور في علم الكيمياء الهندسية والأستاذ بجامعة العين بالإمارات العربية المتحدة السيد عمر شعلال، إلى اختراع تقنية جديدة تمكّن من استغلال غاز أوكسيد الكربون الملوث للطبيعة والمسبب لظاهرة الاحتباس الحراري. وتعد التقنية بديلا لعملية حبس هذه الغازات الملوثة في باطن الأرض والمستعملة حاليا في عدة بلدان منها الجزائر، وتشكل تهديدا على أجيال المستقبل؛ حيث يمكنها أن تتحول إلى كارثة طبيعية أخطر من ظاهرة الاحتباس الحراري خاصة في حال وقوع زلازل.
التقت ”الخبر” بالدكتور عمر شعلال، ابن مدينة سوفر بتيارت، وخريج المعهد الجزائري للبترول سابقا، قبل أن يلتحق بالمعهد التقني الأمريكي بنيوجرزي، أين قدم سنة 1983 أول أطروحة في العالم حول تقنيات تحلية مياه البحر، ودرّس أيضا بجامعة بريطانية قبل أن يلتحق بجامعة العين الإماراتية التي يدرّس بها مادة الكيمياء الهندسية، كما يعمل مستشارا مسؤولا بشركة ”أن برو” البترولية النرويجية. ويحوز الدكتور شعلال على براءتي اختراع، ونشر ما يفوق الخمسين بحثا في مجلات علمية وشارك في قرابة 50 مؤتمرا وملتقى علميا دوليا.
وكشف الدكتور شعلال في لقائنا به، عن الاختراعين الكبيرين اللذين أنجزهما رفقة الشركة النرويجية، ويتمثل الاختراع الأول في تجنّب كوارث تلوث مياه البحار والمحيطات جراء تسرب النفط من الناقلات البترولية التي تتعرض إلى حوادث في عرض البحر، ويتمثل الاختراع الذي أطلعنا على مخططه في إرسال ناقلة بحرية مملوءة بالمياه إلى مكان وقوع تسرب النفط، وتقوم الناقلة بتفريغ المياه الموجودة بداخلها ليصعد في الوقت ذاته الزيت إلى سطح السفينة كونه أخف وزنا، وعند انتهاء العملية تخلق فجوة التفريغ ويتم نقل الزيوت على متن نفس الباخرة، وهو المشروع الذي يتطلّب تمويلا ماليا كبيرا، وقد تم نشره في أشهر المجلات العلمية الدولية على رأسها ”نيوساينسيت” التي نشرت أيضا تعليقا على الاختراع من قبل عميد البرلمانيين البريطانيين ورئيس جامعة إدنبرة تام دايل.
أما الاختراع الثاني والأهم، فيتمثل في تقنية جديدة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري الذي ينجم عن تسرّب كميات هائلة من غاز أوكسيد الكربون الملوث للجو والحابس لأشعة الشمس، ما يزيد من ارتفاع دراجات الحرارة وذوبان جليد القطب الشمالي، وبالتالي ارتفاع منسوب مياه البحر، مما يهدد على مدار السنوات القادمة بدفن بلدان بأكملها من خريطة الأرض لا سيما البلدان المنخفضة. ويؤكد الدكتور شعلال أن الحل الأمثل لهذه الكارثة الطبيعية يكمن في التشجير الذي يسمح بامتصاص غاز أوكسيد الكربون وإفراز الأوكسجين. لكن بعض الشركات تعمل حاليا في عدد من دول العالم على بناء محطات خاصة بتجميع أوكسيد الكربون وتخزينه في باطن الأرض وغالبا في الحقول التي نفد منها الغاز الطبيعي أو النفط. وهو ما يحدث حاليا في عين صالح جنوب الجزائر، حيث تعاقدت شركة سوناطراك مع شركة ”ستات أويل” النرويجية للتكفل بهذه العملية. وقد حذر الدكتور شعلال من العواقب الخطيرة المحتملة من هذه التقنية التي تعد حلا قصير المدى يهدد كيان الأجيال القادمة؛ حيث يمكن لعملية ضخ غاز أوكسيد الكربون في باطن الأرض أن تولّد ضغطا في الطبقات الجوفية للأرض، والضغط يمكنه أن يولّد انفجارا، خاصة إذا تعرضت المنطقة إلى هزات أرضية أو زلازل، فحينها تنشق الأرض وتتسرب الغازات المخزّنة بكميات كبيرة.
واقترح الدكتور شعلال بديلا لهذه العملية، وقد تكفلت الشركة النرويجية التي يعمل بها ”أن برو” بإنجاز التصميم لهذا الاختراع الذي يجنّب كارثتين طبيعيتين في آن واحد، حيث تستعمل المواد التي ترمي بها عادة محطات تحلية مياه البحر إلى عرض البحر بعد الانتهاء من عملية تصفية وتحلية الماء، وهي المواد التي يمكنها أن تزيد من ملوحة مياه البحر وبالتالي القضاء تدريجيا على الثروة السمكية خاصة في حوض البحر المتوسط باعتباره بحرا مغلقا وتملك معظم بلدانه محطات للتحلية. ويتم تجميع البقايا التي ترميها محطات التحلية والغنية بالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنزيوم، ويضاف إليها أوكسيد الكربون المجمع وتضاف إليها أيضا مادة الأمونيا، ويعطي هذا الخليط مادة صلبة يمكن استخدامها في إنتاج الإسمنت. وبهذا يجنّب الاختراع انتشار أوكسيد الكربون في الجو، ما يعتبر وقاية من ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد الأجيال القادمة، خاصة إذا علمنا أن الصين لوحدها ستفرز في آفاق 2025 ما يفوق 8000 مليون طن من أوكسيد الكربون، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من 7000 مليون طن. علما أن أمريكا التي ترفض التوقيع على اتفاقية كيوتو، متصدرة حاليا الدول المفرزة لهذه الغازات الملوثة للجو والبيئة. أما الجزائر فهي لا تشكل خطرا على بلدان العالم.

جريدة الخبر ليوم الثلاثاء 26/08/2008

elkawader@gmail.com

http://elkawader.maktoobblog.com/

من موقع الكوادر البشرية

ليست هناك تعليقات: