الثلاثاء، 16 يونيو 2009

افلو اسهامات علماء الجزائر في الثقافة الاسلامية

كتبهاالاستاذ:محمد البوخاري

استضافت مدينة افلو العريقة بتاريخها والمفضالة بكرم اهلها ملتقى وطني هام وثري المحتوى الموسوم بعنوان اسهامات الجزائريين العلمية والفكرية في اثراء الفكر والثقافة العربية والاسلامية.وذلك يومي 20و21 ماي الجاري
الملتقى نظمته جمعية الصفاء لتحفيظ القران الكريم تحت الرعاية السامية والقوية للمجلس البلدي ممثلا برئيسه والمتابعة المستمرة بشكل يومي كامل لاعمال الملتقى من طرف المجلس واعيان البلد حرصا على انجاح الملتقى في سابقة لم يسبق ان شاهدناها من قبل.
نشط الملتقى مجموعة من الاساتذة من مختلف جامعات الوطن من ووهران والبليدة وسيدي بلعباس وشملت محاور الملتقى التدخلات التالية
مداخلة الدكتور ناصر اسطمبول من جامعة وهران عن اعمال مالك بن نبي الذي قضى حوالي سنة في افلو وجهوده في اثراء المكتبة والثقافة العربية بفكره وافكاره. وقدم الدكتور اسطمبول شهادة مالك بن نبي عن التركيبة النفسية والبشرية لافلو وكيف كان اهلها كراما وعلى فطرتهم الى ان عبر عن قلقه من يقضي المستعمر عليها.
المداخلة الثانية كانت بعنوان الشيخ البشير الابراهيمي واسهاماته الاصلاحية والفكرية في الجزائر ودوره في اثراء الفكر والثقافة الجزائرية والعربية.ودار محور المداخلة حول السنوات الثلاثة التي قضاها الشيخ في افلو حيث كان منفيا من طرف المستعمر فيها وخلص المتدخل الدكتور كاملي بلحاج من جامعة سيدي بلعباس الى ان النفي كان محفزا للشيخ البشير الابراهيمي لتجديد نشاطه والانبعاث من جديد على عكس ما ظن المستعمر بان النفي سيقضي على جهود الشيخ.
اما المداخلة الثالثة فكانت للاستاذ مالك بوعمارة سونة من جامعة البليدة حول دور وفضل العلم في نهوض وتطور المجتمعات وضرورة سلوك طريق العلم لتحقيق الرقي الاجتماعي والفكري.وبين بالحجج والامثلة والاحصائيات وبالمقارنات كيف حققت الامم المتقدمة التطور والتنمية حيث عدد او بين كيف يتم الانفاق على البحث العلمي والحرص على ربط البحث بالتنمية والاقتصاد.
المداخلة الرابعة كانت من طرف الاستاذ الباحث معاشو بووشمة(محمد البوخاري)المتخصص في بحوث علم الانساب وبعنوان اعلام علم النسب واسهاماتهم في حفظ التراث والهوية الفكرية والثقافية منطقة افلو انموذجا. وشملت المداخلة توضيح ضرورة فهم علم الانساب على انه توثيق للانسان بكل محتوياته وابعاده وبان جهود الانسان وذاكرته او ما يختزنه وما ينتجه لابد من تسجيله باعتباره اهم كاشف ومعبر عن الهوية الفكرية والثقافية .وهذا ما قام به اكثر من نسابة او مشتغل بالانساب فهو العلم الذي يقوم على توثيق وتسجيل للحياة الفكرية والثقافية ويستعين بعلمي التاريخ والتراجم وهو جزء منها .
المداخلة الرابعة قدمها الدكتور لعبيدي بوعبد الله من جامعة البليدة-يشتغل على تحقيق المخطوطات- وكانت تعريفا شاملا وشافيا لشخصية جزائرية لها اسهامات كبيرة وقوية في اثراء الثقافة الاسلامية والجزائرية وعرض لاهم جهوده وتلاميذه واهم الزوايا او المدارس التي ارتادها الشيخ ومن خلال هذه المداخلة القيمة اكتشف المتلقي شخصية جزائرية فذة وكبيرة ماتزال مجهولة وغير مهتم بانجازاتها واكتشف من خلالها اسماء كثيرة كانوا شيوخا وتلاميذ للشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي الضرير.
المداخلة الخامسة قدمها المقرئ الشاب عبد الرحمن حمدوش-الباحث في علم القراءات من جامعة مالبليدة -وهو مقرئ في القناة التلفزيونية الرابعة اي قناة القران الكريم -التي نتمنى لها التوفيق في بداية مسيرتها-وعضو لجنة فرسان القران .قدم حوصلة عن علم القراءات واهم اعلامه وكيف وصل الى الجزائر ومن هم اهم رواده.وشملت المداخلة توضيح اهتمام الجزائريين بعلم القراءات ومساهماتهم فيه.
واختتم الملتقى الذي كان محاولة لكسر الجمود وتاسيس لنواة بحث عن سبل لاحياء الثقافة وتحريك الفعل الثقافي في المنطقة وفعلا نجح الملتقى في التاسيس لحركة فكرية وعلمية ليس فقط بسبب ما تم التوصل اليه من افكار وتوصيات كتخليد للاعلام الذين كانت لهم اسهامات في منطقة افلو او انطلاقا منها بل لما سيتمخض عنه او بعد هذا الملتقى.
وان كانت هناك كلمة وشهادة يجب ان تقال هي عن دقة التنظيم والحزم او الالتزام المنهجي بالاهداف المعلن عنها والجدية من طرف المنظمين والمتطوعين بداية من السلطات المحلية وجمعية الصفاء واعيان البلد الذين غمروا المشاركون بكرمهم لدرجة ان تطوعوا للترفيه عن المشاركين باصطحابهم في نزهة الى مناطق اثرية وتاريخية وسياحية جميلة منها سبقاق منبع نهر شلف وملجا عبد الرحمن بن رستم ذات الالف عين وعين والى تاويالة وقصر طيبة الاثري والى شلالاتها الجميلة
وشهادة اخرى بان الذي صنع النجاح هو المتلقى او الجمهور المستمع والمتابع الشغوف الذي ناقش واستفسر في هدوء والذي يتقن تقبل الافكار وتلقي معرفي ينبع من اصالة فكرية وجذور معرفية انه فعلا جمهور متلقي ومستقبل مثقف.



ليست هناك تعليقات: