الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

ثانويون فرنسيون يفتحون ذاكرة الثورة الجزائرية


ثقافة

غيناسيا يربط بين حرب الجزائر وتشييد حائط برلين
ثانويون فرنسيون يفتحون ذاكرة الثورة الجزائرية
عادت جائزة ''غونكور للثانويين'' الأدبيّة، التي تتشكل لجنة تحكيمها من أكثـر من 1500 طالب ثانوي فرنسي، ممثلين لحوالي 55 مؤسسة تعليمية، لرواية ''نادي المتفائلين المتعفنين'' لصاحبها جون ميشال غينيسيا التي تطرح رؤية فرنسية مخالفة إزاء ''أحداث الجزائر'' سنوات الخمسينيات، كاشفة عن تعاطف مع مبادئ الثورة التحريرية ومنوّهة بمواقف كثير من اليساريين آنذاك، على غرار الكاتب جون بول سارتر.



تركز الرواية، الصادرة منذ شهرين عن منشورات ألبان ميشال الفرنسية، على شخصية الشاب ''ميشال مارينيه'' البالغ من العمر 12 ربيعا عام 1959، والذي يعيش مشتتا بين تطورات ''أحداث الجزائر''، وبين موسيقى الروك وحكايات الأصدقاء بنادي ''المتفائلين المتعفنين'' الذي كان يرتاده سنوات الستينيات كثير من المنفيين السياسيين القادمين من الدول الشيوعية بأوروبا الشرقية، بإحدى مقاهي الضواحي بالعاصمة باريس. وتعتمد الرواية على تقنية الـ''فلاش باك'' في وصف الأحداث، حيث تنفتح فعليا على مشهد جنازة الكاتب الفرنسي ''اليساري جون بول سارتر''، ربيع 1980، بمقبرة مونبارناس. هناك يعيد البطل التقاء أهم الوجوه التي عرفها بالثانوية مطلع الستينيات ويشرع، تدريجيا، في فتح دفتر الذاكرة مستحضرا أهم الأحداث والذكريات التي ميّزت سنوات المراهقة، حيث يتحرك منحى استعادة الماضي وفق انتقالات مفاجئة محاولا الربط بين الأحداث المأساوية التي عرفتها ''أحداث الجزائر'' مع وقائع تاريخية أخرى من بينها معركة ستالينغراد بين الجيش النازي والجيش السوفيتي إبان الحرب العالمية الثانية، والأحداث العنيفة التي ميّزت العاصمة بودابست بالمجر عام 1956 ثم ''فاجعة'' تشييد حائط برلين التي يصفها المؤلف كإحدى الوقائع الأكثر إيلاما في تاريخ أوروبا الحديث. وشكّلت الومضات والإحالات الكثيرة التي استند إليها المؤلف في وصف ''أحداث الجزائر'' سنوات الخمسينيات محركا رئيسيا في بناء النص وسببا في نجاحه، حيث ذكرت لجنة تحكيم ''غونكور للثانويين'' في بيانها الختامي قائلة: ''أكثر ما شدّنا في هذه الرواية قدرتها على طرح مواضيع متنوعة وتطرّقها للشيوعية وحرب الجزائر''.
المصدر :الجزائر: سعيد خطيبي

2009-11-11

ليست هناك تعليقات: