الأحد، 23 أغسطس 2009

من الذي أساء لتاريخنا؟


مجرد رأي
من الذي أساء لتاريخنا؟
قال المجاهد وابن الشهيد جمال الدين حبيبي، في حوار أجرته معه صحيفة ''الخبر الأسبوعي''، ''إن رقم المليون ونصف المليون شهيد أكذوبة كلفتنا كثيرا''.
وقبله شكك النائب البرلماني نور الدين آيت حمودة في رقم عدد شهدائنا، وقد قامت يومها الدنيا ولم تقعد ضد النائب إياه. فلماذا الصمت اليوم؟
قبل هذا بسنوات وفي عز الصراع الذي كان محتدما بين أنصار عبد العزيز بوتفليقة وأنصار المتمرد عليه علي بن فليس، شكك وزير الفلاحة في تلك الأيام والصحة حاليا، السعيد بركات، في حقيقة استشهاد والد بن فليس الذي كان يومها أمينا عاما لجبهة التحرير الوطني التي فجرت الثورة وقادتها إلى النصر المبين. فهل يعقل أن يصل شخص مشكوك في استشهاد والده إلى أمانتها العامة؟ ... شخصيا لو كنت مكان بركات لما بقيت في هذا الحزب لحظة واحدة بعد أن جلس على قمته واحد مثل بن فليس، لكن ولأن التفاهة أصبحت عقيدة أمثال بركات، فقد كان الذي كان وسيبقى هذا الذي كان.
بعد هذا اتهم البرلماني المثير للجدل دائما آيت حمودة نور الدين، الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء الطيب الهواري بأن والده ليس شهيدا... لنتصور الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، وليس الأمين العام لجمعية مربي النحل أو رئيس جمعية مرضى السكري، مشكوك في حقيقة استشهاد والده.
يحكى أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير، عبد الحميد مهري، وقف ضد فكرة تأسيس تنظيم لأبناء الشهداء، وعندما بلغ هذا الخبر الساعين لتأسيس منظمة الطيب الهواري، قصدوا مهري مستفسرين ومستغربين موقفه... وبهدوئه المعهود قال لهم مهري: نعم أنا ضد الفكرة، لأن الضحية الأولى للتنظيم ستكون ذكرى الشهيد... بعد سنوات قال لي الذي سمعت منه ما دار بين مهري وزوار من حملة مشروع تأسيس المنظمة وبالحرف: ''لقد كان مهري على حق... فها هم نشطاء أبناء الشهداء موجودون في كل مكان توجد فيه رائحة البزنسية والمصلحية والاستحواذ على ما ليس لهم فيه حق''.
ماذا لو عرف الرأي العام الوطني كيف أطاح محمد بلبشير بالطاهر بن بعيبش من على رأس المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، وكيف أطاح الهواري الطيب ببلبشير، وكيف سيطيح الأمين العام القادم للمنظمة بالهواري الطيب بنفس السيناريو... لو اطلع الرأي العام الوطني على كيفية إسقاط هذا لذاك، والمؤامرات التي كانت ولا زالت تحيكها هذه المجموعة لتلك، لما كفر بهؤلاء فقط، بل لكفر بالتاريخ الوطني كله.
أخيرا... نسأل هؤلاء المنتسبين للأسرة الثورية: من أساء لتاريخنا الوطني أنتم أم فرنسا؟ ... لا ننتظر منكم إجابة مسموعة وصارخة عبر وسائل الإعلام، بل أجيبونا بينكم وبين أنفسكم فقط.
المصدر :العربي زواق
2009-08-23

ليست هناك تعليقات: