الثلاثاء، 20 يناير 2009

د. محسن الصفار اطفال غزة الارهابيين



طبيب وحائز على شهادة دكتوراه فخرية في الاعلام
عرب تايمز ..... جميع الحقوق محفوظة


اطفال غزة الارهابيين

عندما رأيت صور أجساد الأطفال الممزقة في غزة اليوم كما رأيت أجساد أطفال لبنان وأطفال العراق ودارفور وأفغانستان أمس واليوم وكل يوم احترت في أن أبكي عليهم وهم طيور الجنة أم أبكي على أهاليهم الممزقة قلوبهم وأجسادهم أم أبكي على نفسي وأنا أرى كل يوم هذا الظلم ولاحول لي ولا قوة سوى البكاء كالاطفال اللذين ارى من بقي منهم حيا ينازع الموت في مستشفيات لا دواء فيها ولا كهرباء .


الأطفال يبدو أنهم النقطة التي يريدون أن يوجعونا بها يريدون أن يجعلونا نركع كي لا يقتلوا أطفالنا الذين يبدوا أنهم ليسو أطفال وملائكة بل نوع من أسلحة الدمار الشامل الوهمية التي تبحث عنها أمريكا وحليفتها إسرائيل في كل مكان في العالم الاسلامي وأطفالنا ليسو مثال البراءة والجمال ككل اطفال العالم بل إرهابيين أو على الأقل مشاريع إرهابيين في المستقبل يجب القضاء عليها عاجلاً قبل أن تهددهم آجلاً.



عندما إختفت طفلة بريطانية في أسبانيا قامت الدنيا ولم تقعد بحثاً عنها وتصدرت صورها جميع الصحف والمجلات في بريطانيا وتعاطف الجميع مع أهلها وتمنى لها العودة سالمة ونحن كذلك ولكن من في العالم الغربي يتمنى لأطفال غزة الممزقة أجسادهم العودة؟ والعودة من أين؟ والى أين؟ الى مدينة لفها ظلام القبر واهلها احياء ؟ وتعذر فيها العثور على الحليب للأطفال الرضع؟ام الى الأخوة والأعمام والأخوال الذين يقتلون بعضهم بعضاً قبل أن يقتلهم عدوهم؟ او ربما يعودون كي يكسر وزير الخارجية المصري ارجلهم كما توعدهم ؟ او لنار المحرقة التي اشعلتها لهم اسرائيل ولم تخجل من التباهي بها علنا ؟



لكم الجنة يا أطفال غزة ولنا الخزي والعار ونار جهنم وبئس المصير لأننا لم نكن على قدر الأمانة والمسؤولية لكي نحميكم ولا من الرجولة كي ننتقم لكم ولا من الانسانية كي نستنكر ذلك ولربما كنا قد فعلنا لو ان غزة كان بها شارع مونو او شارع الهرم .

ليست هناك تعليقات: