الجمعة، 26 ديسمبر 2008

ضابط فرنسي: الجزائريون كانوا يُعدمون أمامي


ضابط فرنسي: الجزائريون كانوا يُعدمون أمامي

محمد مصدق يوسفي-إسلام أون لاين

"كان الجزائريون يُعدمون أمامي بلا رحمة أو تهمة" كلمات لضابط كان يعمل بالجيش الفرنسي إبان الثورة الجزائرية (1954 – 1962)، أراد بها أن يعيد إلى الأذهان عمليات التعذيب التي مورست بحق الجزائريين.

وقال الضابط فرنسي -برتبة مقدم سابق ويدعى "بيارالبان توما"، ويبلغ عمره 78 سنة، خلال ندوة حول التعذيب نظمتها مؤخرا منظمة العفو الدولية-: إنه كان شاهد عيان على أعمال التعذيب التي كان يمارسها العسكريون ورجال الشرطة الفرنسيون على الجزائريين.. كما تحدث بيارالبان توما عن أعمال تعذيب وإعدام لجزائريين أمام عينيه، مشيرا إلى أن الضباط الفرنسيين استعملوا الكهرباء والجَلْد وأشياء أخرى مهولة لإجبار الجزائريين على عدم الثورة على الفرنسيين.

وأوضح بيار أن الدافع الأول لاعترافاته يتمثل في "إراحة ضميره" والثاني هو إرادته المساهمة من خلال الإدلاء بشهادات في كتابة التاريخ، وقال: إن "الصمت دلالة على الجبن"، معربًا عن أسفه حيال مواقف العديد من الضباط الفرنسيين الذين كانوا يعملون أثناء الثورة الجزائرية ورفضوا الاعتراف بلجوئهم إلى التعذيب خلال تلك الفترة.

ويؤكد بعض المراقبين أن اعترافات الضابط الفرنسي بتعذيب الجزائريين يمكن تحويلها لقضية دولية تطالب فيها الجزائر بتعويضات عما تعرض له مواطنوها من إعدامات وعمليات تعذيب من قِبل فرنسا، خاصة وأن اعتراف بيارالبان ليس الأول من نوعه عن تعذيب الجزائريين؛ فمع مطلع عام 1999 كشفت وثائق من الأرشيف الفرنسي –نشرتها المصلحة التاريخية للجيش في فنسين- عن لجوء العسكريين الفرنسيين إلى التعذيب قبل اندلاع ثورة الجزائرية بكثير.

وفي 20 يونيو الماضي نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية اعترافات مجاهدة تدعى السيدة "لويزات إيغيل أحريز" حول عمليات التعذيب التي تعرضت لها إثر اعتقالها عام 1956، وأكدت السيدة إيغيل التي كانت مناضلة بمنطقة الجزائر العاصمة أن بعض عمليات التعذيب التي تعرضت لها تمت بأمر من الجنرالين "ماسو" و"بيجار" (عقيدان آنذاك) اللذين كانا مسؤولين عن وحدة المظليين رقم 17 خلال الاستعمار الفرنسي للجزائر.

غير أن صحيفة لوموند عندما سألت الجنرال بيجار عن اتهامات إيغيل أصر على الإنكار، فيما اعترف ماسو -الذي عبر عن رأيه في المسألة في كتابه "معركة الجزائر الحقيقية"- باللجوء إلى التعذيب الذي كان يتم بترخيص من السلطة السياسية

ليست هناك تعليقات: